قد يستغرب القاريء لما سوف نسرده الآن... فقد كنت أعالج مريض للعقم وكانت حالته باختصار انعدام الإنسانات المنوية رغم أن جميع فحوصاته تدل على انه إنسان طبيعي من خلال الاسئله التشخيصية كان هنالك اضطراب واضح في الهضم, مغص, إمساك ثم إسهال, بالاضافه إلى عوارض نفسيه كعدم القدرة على التركيز والاستيعاب.... هذه الأعراض حدثت معه بعد زواجه بسنه.
طبعا لم يترك صاحبنا عبد الإله من فحص ولا باب من أبواب الطب إلا وطرقه والنتيجة على حالها.
أنا شخصيا كنت متردد في إعطاء علاج مباشر للخصيتين وللتأكد من التشخيص طلبت منه فحص مستوى فيتامين بي12 وكانت النتائج انخفاض ملحوظ في مستواه لذلك قررت علاج جهازه الهضمي قبل الشروع في علاج مشكله العقم لديه حيث من غير المنطق أن يقوم الجسم بإنتاج الإنسانات المنوية وهو يعاني من نقص في الغذاء الباني للجسم.
بعد 3 شهور من العلاج وفي الفحص الأول تبين أن إنتاج الإنسانات المنوية قد بدأ فقد كانت النتائج 3 مليون بحركة بسيطة, النتائج كانت مشجعه للبدا بعلاج العقم لكن النتائج كانت مخيبه للأمل حيث أن التراجع بعد 3 شهور كان واضح جدا.
فما الذي حدث
عبد الإله كان يعاني من خلل وراثي يؤدي إلى تدمير البطانة الخاصة بالأمعاء الدقيقة وهي الشعيرات المسؤوله عن امتصاص العناصر الغذائية والمواد النافعة للجسم من الغذاء المهضوم وذلك بسبب وجو الحساسة وعدم المقدرة على تحمل الجلوتين الموجود في القمح, الجاودار والمالت.
عند خلو الغذاء من هذا الجلوتين تعود الشعيرات من وضعها المسطح إلى وضعها الطبيعي للقيام بعملها على أكمل وجهه.
ولكي نلقي الضوء أكثر نقول:
مع من يحدث المرض؟
ليس هنالك سن معينه لحودث هذا الخلل فقد يكون الإنسان طبيعي يأكل الجلوتين بلا مشاكل ولكن ولأسباب غير معروفه يصبح غير قادر على تحمله اغلب المصابين فيه هم من الأطفال لكن أيضا للكبار تحت سن الأربعين نسبه لا باس بها........ في الوطن العربي ليس هنالك أو لم أجد إحصائيات عن المرض لكنه في الولايات المتحدة يصيب شخص من كل 133 وهذه نسبه عالية جدا إن قارناها بعدد والمستوى الصحي في الوطن العربي.
ما هي أعراض المرض؟
قديما كان يظن أن المرض تابع للجهاز الهضمي لكن الآن أصبح مفهومه أوسع حيث انه يؤثر على كثير من أجهزة الجسم وللأسف أعراضه لا تكون كلها تبعا لذلك متطابقة بحيث تكون كالمحفوظات في الكتب وخبره الطبيب تلعب دور كبير في تحديده ومن ثم علاجه.
اغلب الأعراض المتعارف عليها هي
إسهال أو إمساك يتبعه إسهال, انتفاخ في البطن خاصة فوق السره, غازات متكرره, مغص, تهيج وارتباك, فقر دم, إرهاق مزمن وتعب دائم, عدم المقدرة على التركيز مع ضعف المقدرة على الإصغاء, اعتلال في الأسنان, مشاكل عصبيه طرفيه (كهرباء في الأصابع, نمنمة, خدران), الم في المفاصل والعضلات تشابه تلك التي تحدث في الروماتزم, الم نصفي في الرأس, نقصان وزن غير معلل, بثور وأعراض التهابات جلديه.
الأعراض قد يكون بعضها موجود وقد تأتي متتابعة والاهم أنها لا تستجيب للعلاجات المختلفة التي تقدم.
كيف يشخص؟
أهم فحص هو خزعه الأمعاء الدقيقة التي تبين وجود الخلل في شعيراتها لكن هذا نلجأ إليه بعد الفحوصات التالية
فحص البي 12 وحمض الفوليك في الدم إن وجد انخفاض نذهب للفحوصات التالية
anti-endomysial antibody (lgA EMA)
anti-gliadin antibody (lgA & IgG),
tissue transglutaminase (tTG IgA).
هذه الفحوصات حساسة لهذا المرض فان وجدت موجبه فيجب الدخول في برنامج العلاج فورا.
لكن أيضا يجب القول انه في حالات محدودة تكون الفحوصات السابقة سلبية لكن الأعراض موجودة لذلك كما ذكرت سابقا نلجأ للفحص الأول وهو خزعه الأمعاء الدقيقة.
ما هي مضاعفات المرض؟
إن لم تتم معالجته فقد يصاب الشخص بأحد العوارض المزمنة التالية
هشاشة في العظام, الصرع, نزيف داخلي مزمن, اختلال مزمن في الجاهز العصبي المركزي والطرفي, أمراض في البنكرياس وقد يؤدي إلى خرابه وبالتالي ظهور مرض السكري, سرطان الأمعاء, فقر الدم الأنيميا, إسهال أو إمساك مزمن, عدم المقدرة على تحمل اللاكتوز, فقدان الخصوبة عن الرجل والمر أه, الإجهاض الغير معلل, اضطرابات في الدورة الشهرية, اضطرابات عاطفية ومشاكل نفسيه مشاكل في الذاكرة.
ما هو العلاج؟
أهم علاج هو بالغذاء أي نبتعد عن كل غذاء محتوي على الجلوتين وهذا يكون مدى الحياة ويجب التأكد التام من هذا الأمر بل يجب أن يكون لحد الهوس بالأمر.
هنالك بدائل متوفرة في السوق لهذا الأمر ويجب التأكد عن أكل أي شيء أن يكون خالي من الجلوتين.
اغلب المعلبات تحتوي على الجلوتين لذلك وجب عليك أن تقرأ محتويات أي شيء قبل تناوله.
الشوفان يعد بديل امن للقمح.
العلاج المتوفر لدينا ليس علاج شافي إنما لتسريع عودة الشعيرات لوضعها الطبيعي ومده العلاج شهرين
مكون من علبه سائله ( أربع مواد) وأخرى مكونه من 5 مواد.
باقي الأعراض تعالج حسب وجودها بعد مرور 4 شهور على العلاج الأولي وكذلك الحميه الغذائية